عباده برصيصا لربه كيف كانت نهايته .بني إسرائيل
من الأول كده، في وفت ما بني اسرائيل كانوا عايشين في كنعان، ظهر وسطهم عابد تقيِ جدًا، زهد الدُنيا وما فيها..
كانت عبادته مثالية، بيصُوم ٦٠ يوُم ويفطر أسبوع، ويقضي ليلته قيامًا، ومُوّاظب على العبادات..
مكنش في وقته حد أصلّح منه..
من هو الشيطان المسؤل عن غوايه الأنبياء
لدرجة إن الشيطان المسؤول عن غوّاية الأنبياء أنفُسهم واسمه "الأبيض" سلّط نفسه عليه..
فحصلّ ما يلّي..
أثناء ما كان "برصيصا" في محرابه بيصلّي ويتضرع لله تعالى، اقترب شخص بهيّ الطلّة، لابس ثوب الرُهبان..
اقترب لحد ما سمع صوت برصيصا يتعبد ويُصلي ..
فتقدم "الرجُل" بهيّ الطلّة من الدار وجلس أمام برصيصا الي مقطعش صلاته ولا كلّف نفسه يشوُف مين الغريب الي قاعد جنبه ده..
فضل "الأبيض" في مكانه، ولما طال الانتظار، قرر أنه يُمثل العبادة بجانب برصيصا، فقعد جنبه يعمل زيّ ما بيعمل بالظبط..
وفضلت العملية ماشية كده، والشيطان بيحاول يخلّي "برصيصا" ينفلت عن العبادة بس لا فائدة..
لحد ما انتهى من صلواته، بصّ له في عينه وقاله.. إذًا ما حاجتك..؟
فأجاب: أن أكونَ معك، فأتأدَّب بأدبك، وأقتبس مِن عَملِك، ونجتمع على العبادة..
فرد برصيصا : أنا مشغولُ عن ذلك.
وعاد برصيصا لصلاته عسى أن ينصرف الغريب ..
ولكن الراهب عاد للصلاة ثانيةً، وشاف برصيصا حُسن عبادته وشدة اجتهاده..
فسأله ثانيةً .. ما حاجتك ؟
فقال ..أن تأذنَ لي فأرتفع إليك.
ومع اصراره وافق برصيصا على أن يفضل الغريب مُقيمًا جنبه في الصومعة بتاعته..
وبكده قدر الشيطان يتسلل لقلب الدار..
عاش "الغريب" في الصومعة، وعبادته كانت مُمتازة، صيام أربعين ليلة وافطار خمس، القيام ليلاً كُل يوم وفضل الحال على كده، لمُدة تمانين ليلة..
لحد ما في يوم، قال الغريب أنه يمتلك سرًا، لا يعرفهُ أحد أبدًا..
فقال . عندي لك دعواتُ يَشفي الله بها السقيمَ، والمُبتلى والمجنون، فلقنهم لبرصيصا، وفجأة قرر الرحيل، ساب برصيصا ومشي..
ركزّ معايا يا رفيق..
في يوم واحد من اطفال القرية المِجاورة بدأ يتكلم بشكل غريب، وكأنه مسّته حالة "جنون" وبدأت تصرُفاته تكُون مُزعجة لدرجة الهلّع المرضي والصُراخ..
فظهر رجُل غريب "بهّي الطلّة" لابس ثوب الرُهبان، وقال لأهل الطفل: إن ولدكم قد مسه الجنون، وأني لا أرى أفضل من "برصيصا" أن يُطببه..
فأخذوا الطفل وراحوا بسُرعة على برصيصا في الدير واستنجدوا بيه أنه يُنقذ طفلهم وحكوا له على الي قاله الغريب بهيّ الطلّة الي ظهر فجأة وسطهم واختفى..
استغرب برصيصا ولكنه استخدم الدعوات الي اتعلمها منه وفجأة شُفيَّ الطفل!.
فذاع صيت الي حصل ده، وإن ثبرصيصا معاه دعوات تُشفي السقيم بمُعجزة!.
واتحول الدير الساكن الهادئ لمحض وجهة يُصيبها كُل المرضى، خصوصًا الي أصيبوا بنفس الداء الي كان عند الطفل ده..
لأن الشيطان "الأبيض" بدأ يمسّهم جميعًا وشفاءهم كان في الكلمات الي بيُلقيها "برصيصا" دي..
بس لما زاد الموضوع عن حده، وبدأ يُؤثر في التزامه وصلواته، طرد برصيصا الكُل ونهاهم عن زيارته تاني أبدًا..
بس تفتكر "الأبيض" هيستسلم..؟
كان أحد ملوك بني إسرائيل قد ورث المُلك عن اخيه، وكان لأخيه ثلاث رجال، وبنت وحيدة في مُنتهى البهاء..
بدأت تصرُخ، وكأن أصابها "مسّ" شيطاني، ففزع اخوتها الثلاثة، وفجأة لقّوا راجل غريب واقف عند باب القصر بيقولهم أنه قادر على شفاء أختهم..
فطلبوا مُساعدته، فدخل على البنت، وخرج فورًا وقالهم إن مفيش حد هيقدر يساعدها غير "برصيصا" لأن معاه "اسم الله الأعظم" ..
ولازم تُقيم معاه فترة لأن علاجها هياخُد وقت، ونصحهم يبنوا لها صومعة جنب صومعة برصيصا..
وسابهم ومشي..
فقرر التلاتة ياخدُوا أختهم يروحُوا بيها على "برصيصا" في صومعته الي عند الضواحي دي، ويطلبوا منه يساعدهم..
راحوا عند الدير بتاع برصيصا ومعاه اختهم الي كانت بتصرُخ من الجنون الي فيها، وفضّلوا يُنادوا على برصيصا الي كان بيصلّي ومش بيرُد، فبنوا لها صومعة جنب صومعته وسابوها ومشوا زيّ ما الغريب قالهم..
ولما خلص صلاته..
خرج برصيصا عشان يشوف أيه الموضوع..؟
لكنه أول ما شاف البنت فاتنة الجمال دي، اتفزّع من شدة جمالها، فرجع بسُرعة لصومعته يُصلي ويستغفر ربنا..
فرجع "الأبيض" يخنقها في سريرها، فتصرُخ البنت، فيقطع برصيصا صلاته ويجري عليها، فيبتعد عنها "الأبيض"..
وفضل الحال كده كام يوم..
وشهوّة برصيصا بدأت تتحرك ناحيتها، ورغبته فيها بدأت تزيد، وحُبه ليها كان بدأ يشغِل قلبه عن الخشوع بالصلوات..
عقله مبقاش في نفس الحالة من السموّ الي كان عليها..
لحد ما في يوم، كان بيصلّي سمع صُراخ البنت أعلّى من أي مرة، ولما دخل عليها لقّاها عارية تمامًا..
ماذا فعل برصيصا بالفتاه ليلا
ووسوسة بصدره بتقول له: ويحك، ضاجعها، فلن تجد مثلها في سنها وجمالها تقبلك ..
ويحك .. ضاجعها .. ثم تتوب بعد ذلك وتعود لعبادتك وصلاحك وتستقيم دُنياك، لن تنسى وستظل عالقة في ذهنك..
فانجرف "برصيصا" وراء وساوس شيطانه، وضاجعها بالفعل، وتحت ظلال الليل، وصوت البرق والأمطار انهارت البراءة من قلبه وانتهى..
رجع برصيصا بعدها على صومعته يبكي ويُصلي، يستغفر ويستغفر..
لكن الشيطان يقبع في الرُكن القريب..
حملت الفتاة، ومع الوقت بدأت مظاهر الحمل تبّان عليها، فتملّك الرُعب والفزع من قلب برصيصا الي كان على وشك فضيحة كُبرى وعار هيُلاحقه لنهاية عُمره..
فقرر أنه يعمل حاجة مكُنتش تقدر تفكر فيها أنتَ يا رفيق لما قرأت بداية القصة..
ذبح "برصيصا" الفتاة المسكينة والطفل في بطنها..
ودفنها قبل طلوع الشمس، ولكن الشيطان ترك نسيل من فستانها خارج التراب بعدما ردم فوقها برصيصا ..
ورجع على صومعته يبكي ويستغفر ومش عارف يرُوح فين، بس هو كان فاكر أنه نجى من الفضيحة..
بس..
شوُف يا رفيق..
شاف الاخوة التلاتة وهُما نايمين نفس الحلم، شافوا أختهم وهي بيتم قتلها على ايد برصيصا وحادثة دفنها..
فاجتمعوا الصُبح وقصّوا على بعض الحلم ده، واستغربوا انهم شافوا نفس الحلم في نفس اليوم، فقرروا يروُحوا لبرصيصا تاني يوم..
ولما راحوا لقّوا اختهم مش موجودة فعلاً..
فسألوه عنها، فقال أنها كانت هُنا ولكنها رحلت بعيدًا دون أن تُخبره..
فسابوه ومشوا، وهو رجع يُصلي مرعُوب..
لما روّح التلاتة ناموا ليلاً، فشافوا نفس الحلم..
رجُل شكله غريب، بيقُص عليهم وأفاض في التوضيح والشرح عن مكان الجثة، وماذا فعل بها برصيصا لما ضاجعها، وخان الأمانة وقتلها ودفنها في مكان كذا وكذا وأن الاشارة هي نسل من ثوبها يتدلى من التُربة سيجدون جُثمان اختهم القتيلة ..
فراحوا التلاتة تاني يوم للمكان الي شافوُه في الحلم، فلقُّوا جُثمان أختهم في المكان..
فاشتد غضبهم، واغتاظوُا بشدة وراحوا على صومعة برصيصا كسروها فوق دماغه، وضربوه وجرجروه للمدينة، وانهالوا عليه بالضرب وعرضوا أمره على الملك الي أمر باعدامه على الصليب..
وفي ميدان واسع وسط كنعان، اجتمع أهل بني اسرائيل ينظرون لبرصيصا العابد التقيِّ الي كان مُعلّق فوق الصليب والي جايّ والي رايح شايفه بعد ما تم فضحه..
ولكَ أن تتخيل يا رفيق..
كانوا بيحدفوه بالحجارة ذهابًا ايابًا..
وسقط "برصيصا" من نظرهم ومن شدة التنكيل بيه، فقد وزنه تمامًا واتحول شكله للون أسود قميء..
حتى بات يحتضر، فسقط..
يلفظ أنفاسه الأخيرة..
قدم إليه الأبيض في هيئته الشيطانية .. فقال لبرصيصا .. أتعرفني؟
قال .. لا والله .
قال الأبيض .. انا صاحبك الذي علمك الدعوات أما اتقيت الله، أما تستحي من ما فعلت، وانت عبد بني إسرائيل، فإن مُت وانت هكذا ذليلُ مصلوبُ قاتل مُجرم خائن للأمانة، لن يفلح أي راهب من بعدك، ولن يتمتع بنفس المكانة لدى الأهالي، لقد صرت وصمة عار كُبرى!.
قال برصيصا .. وما العمل ؟
قال الأبيض .. تُطيعني في أمرُ واحد وأنْجيك منهم، وآخذ بأعينهم، وآنسيهم ما كان منك في غمضة عين، وتعود الأمور كما كانت!.
قال برصيصا .. وما هو..؟
قال الأبيض.. اسجد لي سجدة واحدة، فقط اسجد لي يا برصيصا!.
فورًا خر وسجد برصيصا له من دون الله!.
فقال: يا برصيصا، هذا أردتُ منك، كان عاقبة أمرك أن كفرتَ بربِّك، إني برئ منك، إني أخاف الله ربَّ العالمين!
لفظ أنفاسه الأخيرة بينما القوم يقذفونه بالحجارة غير مُباليًا فقد احترق من داخله..
مات برصيصا كافرًا ..
انتهى..
بسم الله الرحمن الرحيم.. "كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ*فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ"
دي كانت قصة من قصص الناس الي زيي وزيك في القرآن..
ناس عادية..
زيّ برصيصا الي بقى مثال أنك مُمكن من أعلى نقطة لو استسلمت لشيطانك وشهواتك هتسقُط سقُوط حُر في عُمق الهاوية..
بس كده..
تعليقات
إرسال تعليق