القصه الكامله لقوم سيدنا لوط ومدنهم السبع سدوم وعمورة
قومي نبي الله لوط |
إنما هو بكُل بساطة "شـذُوّذ" عن كُل ما هو منطقي وطبيعي وخرُوج عن المألوف، بل هو بكُل بساطة تماهي وتطبيع مع فكر مسموم منذُ القدم..
لدرجة إن ربنا سُبحانه وتعالى مش بس نهّى عنه، وانما أنزل شديد عقابه على القوم الي شاع الفعل ده بينهم..
بس ليـه..؟
بُص بـدايةً..
خلينا مُتفقين على حاجة، إن القصة دي مش بتتكلم عن عُنصر واحد وإنما أكثر من عُنصر ومحاور كتيرة جدًا فركـز معايا كويس جدًا..
أول حاجة هنروح لمدينة بابل في العراق، والي كانت مش مُستقرة في الوقت ده بسبب ظهور شخص من أهلها بيقول كلام غريب أوي..
الراجل ده كان إسمه "ابراهـام" وبالعربيـة هو سيدنا ابراهيم عليه السلام، المُهم إنه كان بيهدم كل المُعتقدات الشعبية لأفكار عن الإلـه والآلهة القديمة وكيفية وجود الخلق والحياة، تغيير تام للمفاهيم، وأكثر من مرة يُثبت أنه مُرسل من الله مُدعمًا بمُعجزات خارجة عن المألوف..
المُهم الي إتبـعه من تهل بابل مكنش كتير بس أهم شخص فيهم هو الي هاجر معاه ومع أسرته من بابل لكنعان، الشخص ده كان ابن عمـه "لوُط" ..
الاتنين خرجوا من بابل وقرروا يبعدوا عنها، ويفترقا بحيث كُل واحد يكُون في مكان..
موقع ومكان قوم لوط
سيدنا لوط اتجـه شرقـًا، ناحية مجموعة مُدن كده تُدعى "سـدوم وعمورة" ودي كانت مسرح الأحداث يا رفيق..
سدوم وعمورة دول مدينتين قريبين أوي من بعض وبيضموا معاهم خمس قُرى تانيين ما يُعطي مجموع سبعة قُرى..
وصف أهل مدينه سدوم وعمورة
أهلها كانوا عبارة عن قطاعين طُرق، موقعهم الاستراتيجي سَهّـل ليهم الموضوع ده، بحيث انها بتقع على طريق تجاري، فالي بيعدي دايمـًا إما قبائل تُجارية مُحملة بالبضائع يسرقوها أهل سدوم وعمورة، وكانوا أهل فسق وفجور، سامرهم لا ينبغي أبدًا فراغـًا..
السامر كده زيّ النادي بس ليلي، يعني زيّ الملهى الليلي دلوقتي بس بدائي، كمان كانوا بيتسابقوا في إتيان المعاصي أو الأفعال الغريبة، أصل مُصطلح معاصي وذنوب مش مفهومين هنا، فإذا سقطت المعايير الي بيتم على أساسها تقييم الصح من الغلط تسقط معها العواقب وده الي كان حاصل..
لدرجة إن من شدة فجورهم وطُغيانهم في الأرض عملوا حاجة محدش سبقهم ليها..
يعني تخيل إن البشرية منذُ وجود سيدنا آدم عليه السلام ولحد وقتهم كان الطبيعي إن الذكر يُعاشر الأنثى، ولكن الناس دي عملت حاجة غريبة جدًا..
الذكور منهم كان لما يعدي حد من أهل القبائل التجارية مثلاً ويرفُض أنه يدفع إتاوة أو يقاوم تعرُضـه للسلب أو حتى يكون مش معاه بضاعة وما يُنهـب..
بيتم مُعاشرته كما تُعاشر النساء عقابـًا ليـه، بس مع الوقت شافوا إن دي حاجة روّشـة جـدًا وبقوا يعملوها سوا، وبقـت عادة عندهم..
ليه "حاجة روشة" ..؟
لأن مُمارسة الفعل ده بيكُون عامل زيّ الادمان، فتخيل واحد مارس الفعل ده مع حد من الأغراب دول، فبيرجع تاني ويبقى عايز يعمله مع غيره وهكذا..
وصولاً لأن الفعل ده ينتشر وسط الناس ويتسرب ويتوغل لحد ما يكوُن العادي وسطهم..
بس ده شيء من شأنه يـدمر البشرية عن بكرة أبيها..
يدمر البشرية كُلها، ليه يعني، ما دلوقتي عادي أنك تشوُف ناس زيّ دول كتير..
مش بتشوف أفلام "Netflix" مثلاً الي بيكُون عليها اعتراف صريح كُل شوية بحاجة زيّ دي..
أيوة.
بُص بعيدًا عن الواعز الأخلاقي في الموضوع، وبعيدًا عن كُونه انحراف في الطبيعة الانسانية، وكُل المُعطيات المنطقية الي أنا وأنتَ مش هنختلف فيها..
بس تعالى أفهمك نُقطة..
زمان كانت الأنثى تبقى قاعدة في الصحراء كده في عصور ما قبل التاريخ يعني ويعـدي ذكر مُحترم كده يقـوم يعاشرها ويمشي يكمل طريقـه فتنتج عن العلاقة الحيوانية دي أطـفال ميلاقوش بقى حد يحميهم من الحيوانات المُفترسة ولا حد يكون مسؤول عن الغذاء وهكذا والي مفروض ده دور الأب فيموت الأطفال وبالطريقـة دي ميكونـش فيه مُجتمعات ميكونش فيه دولة، ميكونش فيه نسل بشري يستمر ..
بما إننا ربنا ميـّزنا بالعقل والمنطق فكان بديهي أن أمورنا تستقيم مع الأمر البديهي، الزواج وتكوين أسر ومن خلالها تُنشَئ مُجتـمعات ومنها تُنشأ دول وهكذا..
بس مش ده الي كان حاصل في سدوم وعمورة..
الي كان حاصل إن تقريبـًا ده كان مجتمع آيل للإنهيار بشكل سريالي، والأدهى يا رفيق إن مش بس بيُسبب أذى لذاته لأ كمان بيـؤذي المسافرين وعابري الطُرق..
المُهم..
برة القرية أو البلد الـفاجرة كان يقف لوط الي مكنش لسه عارف هو داخل على إيه..؟
كل الي يعرفه أنه جايّ هنا باتفاق مع سيدنا ابراهيم لنشر الدعوة إلى الله، كأنما تسوقه الصدفة لذلك المكان، ولو أنها مش صدفـة فكلٍ مُدبر مُسبقـًا..
وعشان تبقى فاهم الوضع برضـه..
سيدنا لوط ساب أهله في بابل وطاف مع النبي ابراهيم عليه السلام لوحدهم وبعدين انفصل عنه، عشان يكون وحيد غريب زيّ غالبية الناس دلوقتي في الزمن ده..
غُرباء تعصف بهم الوحدة، عصفـًا يأكل منهم لا يُغني ولا يُسمن..
اسماء بنات سيدنا لوط عليه السلام
سيدنا لوط كان مُتزوج سيدة توفيت وتركت له بنتين يُقال أن أسماءهم "ريثا" و "زغرتا"و كانتا مؤمنتان بالله عز وجل..
دلف النبي إلى سدوم فرأى ما لم تراه عيناه من قبل!.
سيدات المدينة غير مُتزوجات وتقريبًا عزف الرجال عنهن والرجال يأتون رجالاً مثلهم في نواديهم صباحـًا وفي سامرهم ليلاً، وكذا يُمارسون ما يحلو لهم صباحـًا جـهرًا في الطُرقات فقد تحولت لهم تلك الفعلـة لحقُ مكتسب كالهـواء والماء..
بالتأكيد لم يكونوا مُؤمنين بالله وغير مُستعدين لذلك بالأساس..
ما اسم زوجه سيدنا لوط عليه السلام
استقر لوط وسطهم يتحدث بلسانهم فبعثه الله فيهم نبيـًا، فاتخذ منهم زوجة تُسمى "والـهـة" كما ذكر التراث..
وحـيدًا لست بوحيـد ..
في البداية بدأ يتكلم مع الي كان يشوف فيه أنه ممكن يكون فيه بذرة خير ولكن الباب كان موصود..
ينهاهم عن الفواحش واحدة واحدة ويكلمهم عن مدى بُهتان أفعالهم..
ولكن مفيش حد سمع له أو حتى اتفق معاه، الأدهى أنهم استهزأوا به كمان!
تخيل..؟
يا رفيق كانوا بيستهزئوا بـطهارته وطهارة بيـته وإنه مش بيعمل زيـهم!!.
لكن سيدنا لوط أصـر أنه يكمل رسالته الي ربنا أرسله بيها، ففضل كل يوم يصحـى من النوم هدفه هداية الناس دي مهما تعرض لأذى وسـخرية..
وهما كل يوم يفضلوا يعملوا الي بيعملوه من سخرية واستهزاء وعايـزك توصل بخيالك لأبعد مدى من السُخرية ممكن تتخيله لأن دول قوم فُجـر فتخيّل مدى دنوّهم..!؟
المُهم فاض الكيل..
أهل سدوم زهقوا من الشخص الي كل يوم يصحى مش وراه غير أنه ينهيهم عن الي بيعملـوُه، ويقعـد يتكلم معاهم عن خالق وإله واحد مُطلق، فهددوه بأنهم يطردوه من المدينة بـصحبـة بناتـه..
فـدعا لوط ربه بأن ينجيه وأهله ممـا يدبرون ويكيـدون له فاستجاب رب العالمين!.
نرجع مرة تانية على كنعان..
هناك كان مُستقر بقى سيدنا ابراهيم لما في يوم شاف حاجة غريبة جدًا..
ركز معايا..
ثلاث رجال شكلهم جميل جدًا، دخلوا عليه وقعدوا معاه، سيدنا ابراهيم أدرك أنهم ملائـكة مُرسلون من الله فسألهم عن سبب مجيئهم..؟
تبشير الملائكه لسيدنا إبراهيم بسيدنا إسحاق ولده
فقالوا.. إن الله أرسلهم بأمره يُبشروا إبراهيم بغلامـًا حليم "إسحاق عليه السلام"..
وأتبـعـوا.. أما السبب الثاني فهـو ( الإنتقـام ) من قوم سدوم وعـمورة!.
خُد بالك من كلمة الإنتقـام نفسها، مش عقاب مثلاً، ولا عذاب، وإنمـا انتقام، لأنهم تعدوا يعني بدأوا العدوّان على حدود الله..
المهم..
هنا خاف سيدنا ابراهيم على سيدنا لوط فقال للمـلائكة يُذكرهم بأن لوط يعيش هناك..
فقالت الملائكة.. " نحن أعلم بمن فيها "..
إظـلام..
هدوء حفيف في سدوم وعمورة، الوضع مُستقر لحد ما على ما هو عليه، الجميع يلهو فيما هم فيه حينما أتى الغرباء..
إبنة النبي لوط كانت تقف على أطراف المدينة تسقي أغنامـها..
تُهمهم بصوتها، والسماء بالأفق صافيـة، ولا صوت يعلو فوق تخالُط صوتها بصوت الرياح يتخبطـان..
فقـطع تلك الـحالة الهادئـة صوتُ يقول.. يا جارية هل من منزل..؟
استدارت فإذ بها ترى ما لا يمكن أن تتوقعـه..!؟
ثلاثة رجال شديدي الوسامة، لم تكن تدري من أين أتوا وكيف مروا من بين براثن قومها، فتفرسـت بعيناها فيهم!.
حتى انتبهت..
فقالت.. نعم!.
ثم سحبت أنفاسها فقالت.. لكن لا تتحركوا من هنا، حتى آتيـكم!.
خشيّـت عليهم من أبـنـاء سدوم وعمورة من أن يلحظوهم وإن فعلوا فسيفعلون معهم الفاحشة دون شك، كما كانت عادتهم دومـًا مع عابري السبيل دومـًا وخاصةً أنهم أجمل ما رآت عيناها على الإطلاق!.
هرعت تجري..
ذهبت إلى أبيها لوط فقالـت.. يا أبي أرادك فتيانـًا على بـاب المدينة، ما رأيت وجوهـًا قط هي أحسن منهم..
أتبعت.. لا يأخذهم قومك فيفضحوهم..
تتسارع وتعلو وتيرة الأحداث بشكل مُفاجئ..
ذهب اليهم لوط واستقبلهم واستضافهم عسى أن يدعوهم لعبادة الله تعالى ويـحميهم من القوم الفاسقين..
شوف بقى مدى النقاء والصلاح البشري المُطلق الي جوة النبي، ما أنت بتتعلم ليه من الأنبياء والمرسلين..؟
لأنهم بشر زينا ولكنهم بلغوا الكمال الإنساني..
ولكن الي حصل كان غير مُتوقع..
زوجة النبي الي تزوجهـا من قوم سـدوم وعمورة واضح إن ولاءها كان لأهلها مش لزوجـها ولا لله تعالى..
وأول ما عرفت وشافـت الضيوف دول..
قررت إنها تروح فورًا وتبلغ قومها بمدى جمال الضيوف الي موجودين في بيتها..
وفجأة..
أصوات وضجيج خلف باب دار النبي..
سمع النبي لوط الصوت ففـزع..
فخرج لهم ببـأس شديد وبدأ يتكلم معاهم وينصحهم إنهم يبتعدوا ويدعوهم لعبادة الله الواحد الأحد، ولكن قابلـه رفض تام وجحـود غريب!.
هما كل الي عايزينه هم الضيوف شديدي الحـُسن الي وصلوا دول، عايزين يجيبوهم من جـُوّة بيـته بأي شكل!.
فحذرهم من العقاب فاستهزئوا ..
فبدأ يُذكرهم بـمُعاشرة البنات، وإن ده أطهر لهم من إتيـان الذكور فسخروا منـه كلهم..
فبـيأس شديد حاول استمالة النخوة فيهم فقال {وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي} [آية 78 : سورة هود]..
وقال لهم إن خـيرً لهم يُعاشروا النساء..
يعني طلب منهم أنهم لا يُلحقوا به العار أمام ضيوفه، فقالوا له.. أنتَ عارف إحنـا عايزين إيه!.
وبكل جـحود ورعونـة بدأوا يطوفوا حاوليـن البيت فحاصروه في مُنتهى الهمجيــة..
هنا بقى عايزك تحـسّ إحساس إن النبي لوط عليه السلام كان لوحده تمامـًا، مفيش حد جانبه يحميه، مفيش حد يصونـه، فجأة شعر بالوحـدة..
عارف أنتَ شعور الوحدة لما بييجي ينهش فيك، أول حاجة بحسسك إن الدنيا لو كانت قدامك متر بقت مليون كيلومتر، العالم بيوّسـع جدًا مرة واحدة، وتحـسّ كأنك غرقان فيـه مش شايف له أول من آخر ..
بتشـعُـر بأنك ضعيف وهشّ جدًا ..
اهـتزاز ..
بس ثواني..
إنك يا لوط مع الركن الشديد ..
بُص بقى..
الناس بدأت تضرب الباب بقوة، وسيدنا لوط واقف وراه، بدأوا يتدافعوا قدام الباب، وهو واقف عمال يدفعه ويثبتـه، بيحاول يمنعهم بأي طريقـة من الدخول..
عمال يعظهم ويحذرهم من عذاب ربنا ويسد الباب ويروح لضيوفـه يطمنهم..
الغريب إن الضيوف دول كانوا في مُنتهى الثقة والهدوء..
المُهم يسمع صوت طرق شديد على الباب وصياح بالخارج وكأن العالم هيـنقلب تمامًا راسـًا على عـقب..
يروح يدفع الباب ويسده عنهم فقال..
بسم الله الرحمن الرحيم (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) .. [ آية 80 : سورة هود] ..
يا لوط يا مَن تسكن الملكوت، أراك، أشعر بك، حزين لأجلك، أشعر بمدى الإختناق والضيق، استشعر مع كلماتي آلامك، كنت هناك حيث الاختناق والضيق، حيثُ كنت وحيـدًا أضعفتني وحدتي وزادت شكوتي إليه، فقط إليـه، الركن الشديد..
لا تحزن يا نبي الله..
فأنا أعلم أن الفرج يقف في نهاية الدرب ..
لا تحزن ولا تخاف..
إنه الركن الشديد ..
فـقال له الرجال.. إنا ملائكة وقد أرسلنا الله إليك، هم لن يصلوا إليك أبدًا فقد آويـت يا لوط إلى ركنًا شديد ..
هدوء وخفـوت وكأنما انطفأت نيران قد اشتعلـت وازدادت اشتـعالاً فصارت كما للحرائق في غابة آيلـة للتهشـيم..
عذااب قوم لوط
قالوا له.. فلتـسري أنتَ وأهلـك مع نهاية الليل ودون أن يلمحك أحدهم ولا تلتفت مهما حدث، لا تنظر خلفك مُطلقـًا ..
حتى وإن سمعت صوتـًا فطريـًا دعاك للنظر .. لا تنـظُر أبدًا ..
يا لوط لا تنظر .. ارمي كل ما فات، قد انتهى..
وبالفعل..
اشتد غضب الرجال بالـخارج، واشتدت دوافعـهم للدخـول إلى الدار ..
وتحضـّر نبي الله للخروج ومرت الدقائق والساعات الأخيرة حثيثـًا ..
لكَ أن تتخيل يا رفيق تلك المشاعر المُختلطة التي يمر بها النبي..
ولكن ما أريده منك الآن أن تتـخيل شعور والـهة زوجة النبي والتي تظـن أنها ستنجو بفعلتـها تمامـًا..
وبينما قارب الليل على الإنفلاج وقارب الصباح على مُخالطتـه في العاليين..
خرج لوط وابنتيه مع زوجـته وقصدا باب المدينة مُتخفيين يُهرولون بعيدًا وما أن وطأت قدماه حدود المدينة حتى دُويّت أصواتُ مُرعـبة لا يـقوى الفضول والرعب على مُقاومتها ولكن لوط طفـق يحتضن ابنتيه ويُبعد ناظريهما عنها، إلا والهـة..
في المدينة..
زاد تجمهـر الناس حول الدار يريدون الفتك بالرجال القابعين بدار لوط..
حتى جاء أمر الله تعالى..
ماذا فعل سيدنا جبريل في المدائن السبع التي يسكنها قوم لوط
اقتلع جبريل المدائن السبع التي قطنها القوم بجناحه من الأرض، بمن كان عليها من بشر يُـقال أن عددهم أربعة ٱلاف نسمة، فارتفع الجميع، يصرخون بأعلى الأصوات، حتى بلغت عنان السماء، فأمطرت عليهم حجارةُ من سجيل ( الشديد الصلب) مكتوب على كل حجر منها إسم صاحبه الذي يهبط عليه فيدمغه ويقضي عليه، فأهوى بها جبريل مُنكسًا إياها فكان عاليها سافلهـا..
في الهواء الطلق، الفراغ، ظلام، رؤوس تتطاير بشكل شاعري، بطئ مُفزع، ترى في عاليين فإذا برأس هذا المُتكبر ومن عاونه بجانبه تتطاير بينما يصرخ آخرون..
كتب أنيس منصور في كتابه الذين هبطوا من السماء عن ما حدث في سدوم وعمورة واصفـًا إياه بأنه أقرب ما يكون بإنفجـار نووي ضخم أباد تلك المدن عن آخرها..
ويُقال أن أصوات صراخـهـم وصلت للسماء العُليا..
بتلك الأثناء ..
كانت والهة تُهرول نازحـة هاربة، فلما سمعت الصوت التفتت ولم تُطـع أمر زوجهـا فلما التفتت رأت فقالت..
واقوماه!.
فتآكل جسدها من هول ما رآت وذابت كما يذوب الملح في الماء من هول الصدمة..
ذلك انها لم تكن من هؤلاء الذين فعلوا الفاحشة ولكن قلبها رق لأجلـهم فهلكت معهم..
خليك فاهم بس إن الفعل ده مسموش لواط وإنما فعل سدومي في أصله بعيدًا بقى عن الأسماء الحديثـة..
خليك بس معايا..
أنا عايزك تركز كويس..
سيدنا لوُط مكنش يعرف إن هييجي زمن يكوُن فيه ناس بتنتقد الي بينتقد اللوّاط بحجة أنه رجعي ومُتخلف ومش بيفهم في الفن، وضد حُرية التعبير..
أكيد شاف في زمنه الناس الي كانت بتستهزأ من إنه بيتطهر!.
وشاف برضه أنه لما كان صاحب حق ورفض التماهي والتطبيع مع الفعل ده، لدرجة أنه حاول يدفع بكُل ما يملُك ضده، ويدعو الناس دي للفطرة، ربنا وقف جنبه، ونصره..
وتفتكر برضه زوجة "لوُط" لما كانت صحيح مش بتعمل فعل "اللواط" بس بتنصُر قومها على الي هُما فيه وشايفه إن من حقهم يعملوا الي هُما عايزينه..
كان عقابها بسيط..؟
لأ طبعًا، أديك شوفت..
صدقني يا رفيق..
الحق بيّن، والباطل بيّن، زيّ ما كُل حاجة في الدُنيا دي ليها فطرة..
الأفكار لها فطرتها برضه، فمتفكرش في إن الي بيدافع عن حاجة زيّ دي مش عارف انها غلط..
هو عارف بس هو بيحب يبقى زوجة لوُط..
ودي أهواء مش أكتر..
انتهى!.
مصادر المقال
البداية والنهاية لابن كثير
تفسير الطبري
تفسير القُرطبي
تفسير الشعراوي..
ربنا يعافينا
ردحذف